أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان لرؤساء البلديات الـ (100) في المملكة بأن الوزارة جاهزة لتيسير وتسهيل عمل البلديات ومساعدة المجالس البلدية، حتى تقوم بواجباتها في مجالات توسيع الخدمة العامة، وتعزيز التنمية المحلية، لافتاً إلى أن البلديات هي الأذرع الوطنية القادرة على إقامة المشاريع الاستثمارية والتنموية المحلية، في مختلف مناطق المملكة، اعتماداً على خصوصية وميزة كلّ بلدية.
كما أكد خلال الرعاية المُشتركة مع سفيرة كندا في الأردن دونيكا بوتي لانطلاق البرنامج التعريفي بالعمل البلدي لرؤساء البلديات مساء اليوم (السبت) في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات في منطقة البحر الميت بأن وزارة الإدارة المحلية، حريصة على التعاون مع البلديات لوضع استراتيجيات وخطط وبرامج عمل مُتكاملة وقابلة للتنفيذ، ضمن أجندة تُحدد المُدد الزمنية، حتى نُحقق معاً الأهداف المرجوة من العمل البلدي.
وقال كريشان بأن جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يقود مسيرة الإصلاح ينتظر من رؤساء البلديات مشاريع عملية وميدانية، إيماناً من جلالته بأن صنادق الاقتراع هي الركيزة الرئيسية في إشراك المواطن في صناعة القرار، من خلال المجالس المُنتخبة، وذلك بهدف تعظيم العمل التنموي المحلي، في مختلف مناطق البلديات، التي تعتبر المحطة الرئيسية والمهمّة الأولى في التنمية المحلية.
ونقل لرؤساء البلديات تهنئة ومباركة رئيس الوزراء الدكتور بِشر الخصاونة، وتأكيد الحكومة على مُساندة البلديات، لترسيخ العمل التنموي بشكل أوسع، ومساعدة البلديات على تقديم خدمات أكثر للمواطنين، مشيراً (كريشان) إلى أن كوادر وطواقم البلديات أثبتت بأنها على قدر التحدي، خلال جائحة كورونا، ووقوفها بحزم للتصدي لهذه الجائحة، مع الجيش الأبيض ومع مختلف المؤسسات الوطنية، حتى وصلنا وبحمد الله إلى برّ الأمان.
وشكر كريشان الحكومة الكندية من خلال سفارة كندا في الأردن واتحاد بلديات كندا ومشروع دعم البلديات في الأردن على دعم البلديات والتأسيس لمعهد الإدارة المحلية، إلى جانب تنظيم هذا اللقاء الذي يشكّل فرصة لرؤساء البلديات للتعاون العملي والتشبيك بين البلديات، في مجالات الخدمات والتنمية المحلية وإقامة المشاريع الاستثمارية، خاصة بين البلديات المتجاورة، أو البلديات التي تقع ضمن المحافظة أو الإقليم الواحد، أو البلديات ذات الاهتمامات والأهداف المشتركة، اعتماداً على ميزة وخصوصية كل بلدية أو محافظة، مع ضرورة وأهمية إشراك القطاع الخاص في التنمية المحلية في العمل البلدي، الذي أرى أنه أساس التنمية الوطنية الشاملة.
واعتبر بأن أجندة البرنامج التعريفي بالعمل البلدي ثرية وشاملة لأنها تركز على قيادة البلدية والحاكمية الرشيدة وآلية اتخاذ القرار المُستنير، والتخطيط والخدمات البلدية، والنهج التشاركي في العمل البلدي، والتخطيط الحضري والعمراني، والتخطيط الاستراتيجي والتنموي، علاوة على الجوانب الفنية المُرتبطة بالشؤون المالية والموازنات وعقد الاجتماعات وتوثيق المحاضر.
وشكراً كريشان الجهات المنظمة لهذا اللقاء على استحضار تجربة العمل البلدي في كندا إلى البرنامج التعريفي بالعمل البلدي في الأردن، وذلك من خلال خبيرات وأخصائيات في هذه المجال من جمعية إدارة الحكومة المحلية في كولومبيا البريطانية واتحاد بلديات كندا، مشيراً إلى أن ذلك سيُعطي رؤساء البلديات في الأردن فرصة عملية وناجحة للتعرف على تجارب البلديات في كندا، وستساعدهم في الاطلاع على هذه التجارب والاستفادة منها، بما يتفق مع خصوصية البلديات الأردنية.
وعلى صعيد متصل قالت سفيرة كندا في الأردن دونيكا بوتي في حفل الافتتاح بأن كندا تساند وتدعم الأردن نظرا لدوره الرئيسي المحلي والإقليمي في المنطقة وترسيخ الأمن السلام وتعظيم التنمية وترسيخ العمل البلدي.
و أكدت ان كندا هي شريك نشيط لدعم الأردن بشكل عام والإدارة بشكل خاص.
وقالت السفيرة الكندية ان الدعم الكندي لقطاع الإدارة المحلية بهدف إلى تعزيز صمود الأردن لمواجهة التحديات الداخلية وفي المنطقة.
و عبرت عن اعتزازها بعزيمة المجالس البلدية لخدمة المجتمعات البلدية في مختلف مناطق المملكة.
من جهة أخرى أشارت رئيسة اتحاد بلديات كندا كارول صعب بأنها سعيدة كرئيسة لاتحاد بلديات كندا الذي يضم أكثر من (2000) بلدية بأن تتواجد في هذا المكان الفريد في العالم، الذي يعتبر أخفض منطقة على سطح الأرض، وتنظيم لقاء تعريفي بالعمل البلدي لرؤساء البلديات في الأردن، بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية.
كما أعربت عن سعادتها برؤية الأردن في مجال اللامركزية وتمكين البلديات، التي هي الأقرب إلى المواطنين وتزويدهم بالخدمات التي يحتاجونها، والاستجابة لاحتياجاتهم وأولوياتهم من خلال الخطط الاستراتيجية التي يتم تطويرها مع المجتمع المحلي، وبالتالي بناء مجتمعات مُستدامة ومزدهرة، وتقديم جودة حياة أفضل للمواطنين.
ولفتت (صعب) إلى أن اتحاد بلديات كندا يعمل أيضاً على تمكين البلديات من خلال رفدها بالكفاءات والأدوات والمصادر التي تمكنها من التعامل مع التحديات التي تواجهها، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما لفتت إلى أهمية تأسيس معهد للإدارة المحلية في الأردن وفق قانون الإدارة المحلية، لأنه سيشكل مساراً واضحاً وتقدما في قطاع العمل البلدي، مؤكدة بأن اتحاد بلديات كندا سيعمل من خلال مشروع دعم البلديات على دعم تأسيس المعهد ليكون محطة مهمّة في تطوير قدرات رؤساء وأعضاء المجالس البلدية ومجالس المحافظات والعاملين في البلديات.
وأشارت رئيسة اتحاد بلديات كندا إلى أنه سيتم خلال البرنامج التعريفي بالعمل البلدي عقد جلسات تهدف إلى التعريف بالمعهد واستخدام منهجية التعليم والتدريب العملي، وزيادة فرص تعلم اللامركزية الجديدة، موضحة بأنه سيتم على مدى يومين توفير فرصة الاستفادة من مؤسسات وجهات وخبرات دولية ومحلية، خاصة في مجالات الحاكمية الرشيدة وتطور العمل البلدي في كندا، وطرق وآليات عقد الاجتماعات واتخاذ القرارات البلدية ونهج المشاركة المجتمعية والتخطيط الحضري والعمراني والاستراتيجي والتنموي والخدمات البلدية، بالإضافة إلى جلسة حول الشؤون المالية والموازنات الخاصة بالبلديات.
وشرحت القائمة بأعمال مديرة مشروع دعم البلديات في الأردن هديل خصاونة خلال عرض فيديو ضمن حفل افتتاح البرنامج التعريفي بالعمل البلدي أهم ركائز وتطلعات معهد الإدارة المحلية الذي يتم تأسيسه بتمويل من الحكومة الكندية ودعم ومساعدة من اتحاد بلديات كندا، مؤكدة بأن المعهد (تحت التأسيس) الذي انطلقت برامجه التعليمية عام 2019 هو معهد تعليمي مبتكر لتدريب البلديات ضمن برامج تم تصميمها وبنائها لمساعدة البلديات على مواكبة التطورات العلمية والإدارية في قطاع الإدارة المحلية.
وأشارت خصاونة إلى أن برامج التعلم في المعهد ستركز على خلق تعبيئة مبتكرة من شأتها تمكين وإلهام الإدارات المحلية، مبنية على الاحتياجات والأولويات، مؤكدة بأن رسم وتصميم المناهج والأساليب التعليمية سيكون بطريقة تشاركية.